تعرف على أجهزة "بيجر" التي فجرتها إسرائيل داخل لبنان

BB49 🇲🇦
0

نقلت مصادر إعلامية خبرا مفاده أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" كان وراء تفجير أجهزة الاتصال اللاسلكي "البيجر" في لبنان، مستهدفة أعضاء حزب الله. 

 وذكرت ذات المصادر أن هذا النوع من العمليات تم التخطيط له منذ 15 عاما على الأقل، و أن إسرائيل كانت لها يد في تصنيع آلات الإتصال هاته و تفخيخها بمواد متفجرة.

 و نقلت شبكة "إيه بي سي نيوز"، عن مصدر أمريكي أن "التخطيط للهجوم شمل شركات وهمية"، مع ما وصفه بـ"طبقات متعددة من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية"، مشيرا إلى "عدم علم بعض المشاركين في التصنيع بمن يعملون لصالحه". 

وحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فقد تم زرع حوالي 3 غرامات من المتفجرات ومفتاح تشغيل عن بعد في أجهزة "البيجر" التي انفجرت.

فما هي إذن أجهزة الاتصال اللاسلكي بيجر هذه ؟ كيف تعمل؟  و لماذا يستخدمها حزب الله؟ وكيف إنفجرت؟

 ما هي أجهزة البيجر؟


جهاز بيجر أو جهاز البيجر( pager  أوbeeper ) هو جهاز اتصال لاسلكي يستقبل ويعرض رسائل نصية أو صوتية رقمية في النسخة الأكثر تطوراً منه.

يٌصدر الجهاز صوت تنبيه عندما يستقبل إشارة بوجود اتصال تليفوني بالشخص الذي يحمله، وبناءً على مدى تطور جهاز النداء، يمكنه إعادة إرسال الإشارة إلى الجهة التي قامت بالاتصال الأول.

على الرغم من أن أجهزة النداء (البيجر) لم تعد مشهورة اليوم، إذ ظهرت بشكل واسع قبل ظهور أجهزة الهاتف المحمول، إلا أنها لا تزال مستخدمة على نطاق ضيق، خصوصاً في مجال السلامة العامة والرعاية الصحية.

ظهر أول جهاز نداء في 1921 عندما استخدمت إدارة شرطة ديترويت لأول مرة نظامًا يشبه جهاز النداء في سياراتها لاستدعاء أفراد الشرطة. وفي وقت لاحق، حصل "آل جروس" على براءة اختراع لما يسمى آنذاك بجهاز النداء الهاتفي.

في عام 1959 أطلقت موتورولا اسم "جهاز النداء "pager" على هذا الجهاز. وخلال السبعينيات، أضاف المطورون إمكانيات الصوت والنغمات لهذه الأجهزة حيث يمكن للمستخدمين إرسال واستقبال الرسائل الصوتية. وزاد عدد مستخدمي أجهزة النداء بشكل ملحوظ بحلول ثمانينيات القرن العشرين إلى الحد الذي أصبحت تمثل فيه مكانة اجتماعية.

وفي عام 1994 أصبحت أجهزة النداء ذات أهمية في الاتصالات الشخصية عبر الرسائل الفورية حيث كان إرسال الرسائل النصية القصيرة أمراً شائعاً في ذلك الوقت.

وبحلول عام 2001 توقفت شركة موتورولا في النهاية عن إنتاج أجهزة النداء بسبب انخفاض عدد المستخدمين مع انتشار الهواتف المحمولة.

كيف يعمل جهاز البيجر؟

تعمل جميع أجهزة النداء عن طريق استقبال الإشارات اللاسلكية. يجب أن يكون لديك رقم أو رمز شخصي (مشابه لرقم الهاتف) لتلقي الرسائل، ويجب على الشخص الذي يريد الاتصال بك إدخال هذا الرقم مع رسالته، بحسب ما نشر موقع "تيك جوري" التقني.

تبث أجهزة إرسال شبكة النداء الإشارات عبر تردد راديو طويل المدى وتستمع أجهزة النداء ضمن النطاق الجغرافي للإشارة.

يحتوي كل جهاز نداء على رمز بروتوكول الوصول إلى القناة (CAP)، وهو عنوان تعريف فريد ومميز وخاص بكل جهاز. عندما يسمع جهاز النداء رمز بروتوكول الوصول إلى القناة (CAP)، فإنه يتلقى الرسالة. وبناءً على نوع جهاز النداء، يخطرك الجهاز بتلقي إشارة عن طريق إصدار صوت صفير أو اهتزاز.

لماذا يستخدم حزب الله جهاز البيجر؟

كان زعيم حزب الله حسن نصر الله قد حذر في وقت سابق أعضاء الحزب من حمل الهواتف المحمولة، قائلاً إن إسرائيل قد تستخدمها لتتبع تحركات أعضاء الحزب. ونتيجة لذلك، يستخدم الحزب أجهزة النداء للاتصال فيما بينهم باعتباره أكثر أماناً، بحسب وكالة اسوشيتدبرس.

وبحسب الوكالة، فقد وفرت أجهزة النداء وسيلة لتجنب مراقبة إلكترونية إسرائيلية لشبكات الهواتف المحمولة في لبنان. وأوضح نيكولاس ريس، المدرس المساعد في مركز الشؤون العالمية في كلية الدراسات المهنية بجامعة نيويورك، إن الهواتف الذكية تحمل مخاطر أعلى لاعتراض الاتصالات على النقيض من تكنولوجيا أجهزة النداء الأكثر بساطة.

و بالتالي فإستعمال عناصر حزب الله لهذه الأجهزة هو لتفادي أي تجسس إسرائيلي محتمل.

كيف إنفجرت أجهزة البيجر المستعملة في لبنان؟

حسب مختصين، من المستبعد جدا أن تنفجر بطاريات البيجر المستعملة في لبنان من طرف عناصر حزب الله، من طراز AR924 و المصنعة  من طرف  شركة Gold Apollo التايوانية، لأنها بطارية قلوية صغيرة جدا كالمستعملة في ساعات الحائط و الراديو.

هناك نظرية تقول أنه تم إدخال مواد متجرة في تصنيع هذه الأجهزة. و هو ما نفته  شركة "جولد أبوللو"Gold Apollo، وهي شركة تايوانية صغيرة ذكرت تقارير إعلامية أنها الشركة المصنعة لأجهزة الاستدعاء التي انفجرت في لبنان.

و نقلت جريدة الشرق في نسختها العربية عن مسؤول في الشركة، قالت أنه طلب عدم ذكر اسمه  قبل إصدار بيان رسمي: "هذه الأجهزة ليست أجهزتنا"، مشيراً إلى أن "جولد أبولو" ترخص علامتها التجارية لشركة أخرى على الأقل، دون تقديم مزيد من التفاصيل. بينما لم ترد شركة "موتورولا" على طلبات "بلومبرغ" للتعليق.

كما رفض روبرت جراهام وهو أحد خبراء الأمن الإلكتروني، نظرية إنفجار البطاريات، وكتب في تدوينة على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، أن "جعل البطاريات تفعل أي شيء أكثر من الاحتراق أمر صعب للغاية وغير مقنع. والأكثر منطقية هو أن شخصاً ما رشى المصنع لإدخال مواد متفجرة".

ومن بين النظريات الأخرى أن إشارة إلكترونية تسببت في حدوث الانفجارات.

وفي هذا السياق، قال مارك مونتجومري، وهو أميرال متقاعد، والمدير التنفيذي  للجنة سولاريوم للفضاء السيبراني (Cyberspace Solarium Commission): "لو كان هذا صحيحاً، فأنا أشك في أنه كان عيباً مادياً مقصوداً جرى تفعيله من خلال إشارات إلكترونية أو ترددات لاسلكية".

وبعد أن عرضت شبكة تلفزيون تابعة لجماعة "حزب الله" لقطات فيديو أظهرت ما قالت إنه أجهزة استدعاء (بيجر) "موتورولا" التي كانت تستخدم قبل الهجوم، قال النائب البرلماني عن "حزب الله" إبراهيم الموسوي لشبكة تلفزيون الجماعة: "أجهزة الاستدعاء هذه تم تفجيرها باستخدام تقنية متطورة من قبل العدو الإسرائيلي".

مزايا أجهزة البيجر

رغم تقادم هذه الأجهزة بشكل كبير، لكنها لا تزال تتمتع بالعديد من المزايا مقارنة بأساليب الاتصال الحديثة.

فمثلا يمكن من خلال هذه الأجهزة الحصول على اتصال قوي، إذ ترسل أجهزة النداء البيانات باستخدام إشارات راديو عالية التردد (VHF) (138 إلى 466 ميغا هرتز)، وهو نطاق مشابه لنطاق بث راديو FM.

أيضاً يمكن للإشارات الصادرة من الجهاز الوصول لمسافات أبعد، والتعرض لتداخلات أقل، ويعد اتصال جهاز النداء مثاليًا للمناطق النائية أو عمليات الإنقاذ لمسافات طويلة.

كما تتيح هذه الأجهزة ميزة إرسال رسائل نصية جماعية في وقت واحد والاتصال بمناطق مختلفة، كما تعمل أجهزة النداء على شبكة لاسلكية مختلفة عن تلك التي تعمل بها الهواتف المحمولة، الأمر الذي يجعلها أكثر مرونة في أوقات الطوارئ.

وباستخدام جهاز النداء، لا يتعين على موظفي المستشفى الاتصال بالأطباء والممرضين بصوت عالٍ حيث تصدر أجهزة النداء إشعارات واهتزازات بما يقلل من الضوضاء ويحد من الظروف غير الصحية.

أخيراً فإن أجهزة النداء تعتبر بسيطة وسهلة الاستخدام لكبار السن والأطفال والأشخاص ذوي القدرات المختلفة. فهو جهاز خفيف وصغير ومدمج وله عمر بطارية طويل، ويمكن المستخدمين من اتخاذ قرارات سريعة حيث يمكنهم التركيز على الرسالة على الفور.

عيوب أجهزة البيجر

كما سلف الذكر، أجهزة البيجر قديمة، لذلك نظرا للتقدم التكنولوجي الذي شهده العالم منذ إكتشاف تقنية البيجر، فاهذه الأجهزة عدة عيوب تتمثل في عدم وجود طريقة لمعرفة ما إذا كان جهاز النداء لدى الطرف الآخر قد استقبل الرسالة أم لا، كما أن جهاز النداء لن يستقبل الرسالة عندما يكون خارج نطاق الإرسال أو متوقف عن العمل لسبب ما وبالتالي يجب على المرسل إعادة إرسال الرسالة بشكل متكرر حتى يستجيب الشخص. 

أيضاً، نظرًا لقدرات العرض المحدودة وصغر حجم الشاشة، فلا يمكن لأجهزة النداء سوى تلقي وعرض الرسائل التي يبلغ طولها 160 حرفًا. كما لا يمكن لأجهزة النداء الاتصال إلا بشبكة واحدة فقط وليس عدة شبكات وهو ما يتسبب في عدم وصول الرسائل إلى الطرف الآخر. 

المصادر:

موقع جريدة الشرق بالعربية

موقع قناة DW بالعربية

منصة تويتر


إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)