نظرة الإسلام للمال

BB49 🇲🇦
0
نظرة الإسلام للمال :
وقبل أن أعرض لضوابط جمع المال وإنفاقه في الإسلام أشير إلى بعض الأمور الهامة والمتعلقة بنظرة الإسلام إلى المال :
الأمر الأول : أن الملكية المطلقة للمال هي لله سبحانه والإنسان ما هو إلا مستخلف في هذا المال ويدل على ذلك قوله تعالى : ( وَآتُوهُم مِّن مَّالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ) النور:33 )
وقوله : ( وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ ) الحديد7
فالآية الأولى لم تقل وآتوهم من مالكم ولكن قالت من مال الله الذي وهبكم إياه
والثانية مل تقل : وأنفقوا من مالكم ولكن قالت : وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه وهذا دليل واضح على ملكية الحق سبحانه للمال و استخلاف الإنسان فيه .
الأمر الثاني : أن المال وسيلة وليس غاية في حد ذاته فهو وسيلة يستغلها المسلم للوصول إلى غايات محدده ولا يجوز أبدًا أن يتخذه غاية يسعى إلى تحقيقها وتحصيلها بكل الوسائل حتى تصبح شغله الشاغل وتفتنه وتنسيه واجباته وتوقعه في الحرام والشبهات .
المال ابتلاء واختبار :

الأمر الثالث : أن المال في غالبية الأحوال يكون ابتلاء من الله سبحانه للعبد ليرى ماذا يفعل به ، وهل سيكون هذا المال وسيلة لصلاحه و هداياته أم وسيلة لطغيانه وفساده ؟ وهل سينفقه في الخير وما أحل الله ويؤدي حقوق الغير فيه ، أم أنه سيفسد به نفسه وأهله ويعتبره وسيلة لإستغلال العباد والإعتداء عليهم ويعرض نفسه للمهالك بشتى أنواعها وأشكالها ؟
 وقد ورد في القرآن الكريم قصص كثيرة تدلنا على ذلك منها :
قصة قارون الذي كان من قوم موسى عليه السلام فطغى بماله وكفر
قال الله تعالى : (إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِن قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُوْلِي القُوَّةِ إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لاَ تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الفَرِحِينَ *وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ * قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي ) ( القصص : 76 - 77 ) .
فكانت النتيجة ( فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِينَ ) ( القصص : 81 ) .
قصة أصحاب الجنة الذين بيتوا النية على حصار ثمار جنتهم دون أن يعطوا الفقراء والمساكين منها
قال تعالى : ( إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلاَ يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ * فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ * أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ * فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ * أَن لاَّ يَدْخُلَنَّهَا اليَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ * وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ * فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ * بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ * قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ ) ( القلم : 17 - 29 ) .
فقارون وأصحاب الجنة صنفان ممن آتاهم الله المال ولكنهم طغوا به ورفضوا أن يؤدوا حق الله فيه من زكاة وصدقة وكانت النتيجة أن خسف الله بقارون وبداره الأرض وأحرق الجنة لأصحابها بعد أن أثمرت . وفي مقابل ذلك نجد القرآن الكريم يقدم لنا نماذج أخرى ممن يؤدون حق الله في المال
قال تعالى : ( وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُوراً ) الإنسان : 8 - 9
وقوله : ( الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَناًّ وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) ( البقرة : 262 ) .

إرسال تعليق

0تعليقات

إرسال تعليق (0)