ضوابط جمع المال في الإسلام :
وأما عن ضوابط جمع المال وإنفاقه في الإسلام فنجد الشريعة الإسلامية تحدد أولاً ضوابط جمع المال في أن يجمع المسلم ماله بالطرق الحلال البعيدة ع نكل ما حرم الله في سائر المعاملات وذلك بالعمل الصالح وتعلم المهن والحرف المختلفة ، والنافعة للمجتمع ، والتجارة الحلال ، واستزراع الأراضي وتربية الحيوانات والطيور النافعة وغير ذلك من مصادر جمع المال والثروة على أن يراعي في ذلك تجنب الطرق غير المشروعة ومنها ما يلي :
1- السرقة : التي تعتبر اغتصابًا لحق الغير دون وجه حق وقد حرمها الإسلام وجعلها كبيرة من الكبائر ووضع حدًا لها ، وهو قطع يد السارق و السارقة
قال تعالى :(وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ( المائدة : 38 ) .
2- الربا : وهو أبشع أنواع الاستغلال وأكل أموال الناس بالباطل وقد حرمه الإسلام تحريما قاطعا وشدد في النهي عنه قال تعالى : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ [ ( البقرة : 278 ) .
3- الغش : سواء أكان في البيع أم الشراء أم سائر المعاملات الأخرى للحديث الذي رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من غشنا فليس منا " .
4- الرشوة : وهي نوع لأكل أموال الناس بالباطل هذا إلى جانب ما يصاحبها من تضييع الحقوق ، وهي مرض من الأمراض الاجتماعية والخلقية الخطيرة ، وقد روى الترمذى عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم " .
5- تطفيف الكيل والميزان لقوله تعالى : ( وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوَهُمْ أَو وَزَنُوَهُمْ يُخْسِرُونَ ) ( المطففين : 1- 3 ) .
6- الإحتكار : الذي يتمثل في حبس السلع الضرورية عن المجتمع كي يرتفع ثمنها وقد نهى الإسلام عن الاحتكار لما فيه من الجشع والطمع وسوء الخلق والتضييق على الناس فقد روى أحمد و الحاكم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من احتكر الطعام أربعين ليلة فقد برئ من الله وبرئ الله منه ".
وروى أبو داود و الترمذي و مسلم عن معمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أحتكر فهو خاطئ " .
7 - الإختلاس : والذي يعتبر آكلا لأموال الناس بالباطل ، واستغلال النفوذ والسلطة لإغتصاب أموال المجتمع والحق سبحانه يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُم )( النساء:29 ) .
8- الإتجار في المحرمات كبيع الخمور والمخدرات ولحوم الخنازير وغير ذلك مما حرمه الله على عباده .
9- الإجارة المحرمة : كأجرة الراقصة والمرأة التي تبيع جسدها للزنى وأجرة صالة الرقص ونوادي القمار وأماكن اللهو المحرم وأجرة الراشي الذي يتوسط للرشوة وأجرة الجاسوس والخائن والمساعد على الإثم .
10- صنع الآلات والأشياء المحرمة كأوراق اللعب والمزامير والتماثيل والصور العارية والخمور بأنواعها 11- يضاف إلى ذلك أن يتجنب المسلم كل عمل تدخل فيه شبهة الحرام كالعمل في الفنادق التي تقدم الخمور لنزلائها ، والعمل في البنوك الربوية والعمل في أماكن اللهو المحرم وغير ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : " الحلال بين ، والحرام بين ، وبينهما أمور مشتبهات ، لا يعلمها كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه ألا إن لكل ملك حمى ، ألا إن حمى الله محارمه " رواه البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير .